مُؤْمِنِينَ) الخ وفي الاية الثالثة (رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ) والوجه في ذلك ان المضارع كما يأتي بعيد هذا يدل على الحال الحاضر الذي من شانه ان يشاهد كأنه يستحضر بلفظ المضارع تلك الصور اي صور رؤية الكافرين والظالمين والمجرمين متقاولين بتلك المقالات (كما قال الله تعالى (فَتُثِيرُ سَحاباً) بلفظ المضارع بعد قوله تعالى (اللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ) بلفظ الماضي) فأتى بلفظ المضارع استحضارا لتلك الصورة البديعة الدالة على للقدرة الباهرة اي الغالبة يعني صورة اثارة السحاب مسخرا بين السماء والارض على الكيفية المخصوصة) من بياض بعض وسواد بعض اخر وكذا الغلظ بحيث يكون كالركام والرقة بحيث يكون كالقطن المندوف وغير ذلك مما يرى (والانقلابات المتفاوتة) من الانتقال من موضع الى موضع آخر والتفرقة والاجتماع وغير ذلك مما يرى ايضا.
(وذلك لان المضارع مما يدل على الحال الحاضر الذي من شانه ان يشاهد) ويرى فاذا عدل الى المضارع فالغرض من العدول (كأنه يستحضر بلفظ المضارع تلك الصورة ليشاهدها السامعون) والمخاطبون
(و) ليعلم انه (لا يفعل ذلك) اي العدول الى المضارع لاستحضار الصورة (الا في امر يهتم بمشاهدته) ورؤيته (لغرابة) بان يكون ذلك الامر نادر الوجود (او فظاعة) وبشاعة كما في في الايات الثلاث المتقدمة (او نحو ذلك) من الامور التي يهتم بمشاهدتها بسبب وجه من وجوه الاهتمام كالتعجب ونحوه (وهو) اي العدول الى المضارع للاستحضار (في الكلام) اي فى كلام البلغاء (كثير) لانهم هم الذين يعتبرون في الكلام المزايا والخصوصيات لا