اشار بقوله (جيء به) اى بلو كانوا (على لفظ الغيبة لانه) اي لو كانوا (مخبر عنهم) اى عن الكفار الذين يقولون يوم القيامة لو كنا مسلمين (كما تقول) حكايه عن زيد اذا حلف (زيد حلف بالله ليفعلن) بصيغة الغيبة وقد كأن كلامه لافعلن بصيغة التكلم (و) لهذا (لو قيل لافعلن) حكاية اللفظ والمعنى (لكان ايضا سديدا حسنا) بل احسن لان الحكاية عبارة عن ايراد اللفظ على سبيل استبقاء صورته الاولى واما في الاية فانما جيء على خلاف صورته الاولى ليطابق ما عبر به عنهم اعني قوله (الَّذِينَ كَفَرُوا) فانه بلفظ الغيبة فتأمل فانه دقيق.
هذا كله بناء على كون كلمة لو للتمنى (واما) بناء على قول (من زعم ان لو الواقعة بعد فعل يفهم منه معنى التمني حرف مصدرية) كما هو المختار عند السيوطى على ما يظهر منه في اول بحث الموصولات (فمفعول يود عنده هو قوله (لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) فلا حذف في الكلام ولا حكاية.
واما قوله (او لاستحضار الصورة) فهو (عطف على قوله او لتنزيله) فالمعنى ان دخول لو على المضارع في نحو (لَوْ تَرى) اما لتنزيله او لاستحضار الصورة (يعني صورة رؤية الكافرين موقوفين على النار قائلين (يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا)) هذا في الاية الاولى (وكذا صورة رؤية الظالمين موقوفين عند ربهم) في الاية الثانية (و) كذا صورة رؤية (المجرمين ناكسوا رؤسهم) في الاية الثالثة حال كونهم (متقاولين بتلك المقالات) وهي في الاية الثانية تراجع بعضهم الى بعض القول (يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا