والقول الاخر لهم ما ياتى بعيد هذا اعني واما جعل ما نكرة موصوفة بيود الخ.
يظهر ذلك بمراجعة بحث رب في النحو (واما الكوفيون فعلى انه بتقدير كان اي وربما كان يود فحذف) كان (لكثرة استعمال كان بعد ربما) هذا كله بناء على جعل ما في ربما كافة (واما جعل ما نكرة) بمعنى شيء (موصوفة بيود والفعل المتعلق به رب محذوفا اى رب شىء يود الذين كفروا تحقق وثبت فلا يخفى ما فيه من التعسف وتبتير النظم) اما التعسف فلان فيه تقديرا بلا ضرورة داعية اليه واما الثاني فلفوات الارتباط بينه وبين لو كانوا مسلمين اذ على الكافة يكون قوله (لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) مفعولا ليود بخلاف الموصوفة فان المفعول حينئذ مستتر اي ضمير محذوف في جملة يود فيكون التقدير يوده فينقطع لو كانوا مسلمين عما قبله اللهم الا ان يجعل بدلا عن الضمير او بيانا له فتأمل.
(و) كلمة (رب ههنا لتقليل النسبة) أى نسبة الودادة والتمنى اليهم (انه يعني) اى الشان (يدهشهم اهوال القيمة) وفي بعض النسخ احوال القيمة (فيبهتون) اي يتحيرون ويدهشون (وان وجدت منهم افاقة ما) اي افاقة قليل وقد تقدم الكلام في لفظة ما هذه في قول الخطيب كثيرا ما يسمى فصاحة ايضا (تمنوا ذلك) اى ودادة كونهم مسلمين (ويجوز ان تكون) كلمة رب (مستعارة للتكثير) ظاهر هذا الكلام انها في التكثير مجازا لان الاستعارة من اقسام المجاز وهو كذلك عند الاكثرين لا الكل والعلاقة فيه التضاد كاستعارة الاسد للجبان فتأمل.
قال في المغنى وليس معناه التقليل دائما خلافا للاكثرين ولا التكثير