في المستقبل فلا يناسبها استعمال لو واذا المختصان بالماضى وثانيهما انه بعد استعمالهما كان المناسب صيغة الماضي لا المضارع فالاول لتنزيل تلك الحالة بمنزلة الماضى المقطوع به لتحقق وقوعها والثانى لتنزيل المضارع منزلة الماضي لصدورها عمن لا خلاف في اخباره فالمستقبل الصادر عنه بمنزلة الماضى فتلك الحالة ماضوية تنزيلا مستقبلة تحقيقا فروعي الجهتان (هكذا ينبغى ان يفهم هذا المقام) والتوفيق من الله الملك العلام وبتوقيفه استوفينا الكلام كما يقتضيه المقام.
(وان جعلت الخطاب) في ترى (للنبي ص و) جعلت كلمة (لو) غير شرطية بان تجعلها (للتمنى) بمعنى ليت (فلا استشهاد) في الاية لان لو التمنى تدخل على المضارع ايضا) فانها لا تختص بالماضي وذلك مذكور في النحو فراجع ان شئت.
والمضارع في الاية (كما في (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) فانه قد التزم ابن السراج وابو على في الايضاح ان الفعل الواقع بعد رب المكفوفة بما يجب ان يكون ماضيا لانها) اى رب المكفوفة بما (للتقليل في الماضى وجوز ابو على في غير الايضاح ومن تبعه وقوع الحال والاستقبال بعدها فقوله تعالى (رُبَما يَوَدُّ) نظير قوله تعالى (لَوْ تَرى) لانه ايضا (من تنزيل المضارع منزلة الماضى) لما ذكر في تلك الاية من تحقق وقوعه فاستعمل فيه ربما المختص بالماضي ثم عبر عنه بلفظ المضارع للتنزيل المذكور ولرعاية الجهتين.
وذلك اى التنزيل المذكور وكون رب مكفوفة بما (في احد قولي البصريين) قال ابن هشام وفيه تكلف لاقتضائه ان الفعل المستقبل عبر به عن ماض متجوز به عن المستقبل انتهى فتأمل.