اليه (او ادخلو ما فيعرفوا مقدار عذابها من قولك وقفته على كذا اذا افهمته وعرفته) هذين الفعلين بصيغة الخطاب وما قبلهما بصيغة التكلم وذلك لما حكى في حاشية المغنى في بحث اى المفسرة عن الشارح ما حاصله انه اذا اريد تفسير الفعل المسند الى ضمير المتكلم فان اتى بكلمة اى كان ما بعدها تفسيرا لما قبلها فيجب تطابقهما وان اتى بكلمة اذا فيجب ان يكون ما بعد اذا على لفظ الخطاب انتهى (وجواب او محذوف اى لرأيت امر فظيعا وكذا) الجواب المحذوف (في قوله تعالى (وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ) فذلك الدخول (لتنزيله اى المضارع منزلة الماضي لصدوره اى المضارع او الكلام عمن لا خلاف في اخباره وهو الله الذي يعلم غيب السماوات والارض) لا يعزب عنه جل جلاله شيء.
(فالمستقبل الذي اخبر عنه بوقوعه بمنزلة الماضي المتحقق الوقوع فهذه الحالة) اى حالة المنافقين والكافرين التي بين في الاية (انما هي في المستقبل لانها انما تكون في القيامة لكنها جعلت بمنزلة الماضى المتحقق فاستعمل لو واذ وهما مختصان بالماضي وحينئذ) اى اذ كانا مختصان بالماضي (كان المناسب ان يقال ولو رأيت لكنه عدل الى لفظ المضارع لانه كلام من لا خلاف في اخباره فالمضارع عنده بمنزلة الماضي فهذا مستقبل في التحقيق ماض بحسب التأويل كأنه قيل قد انقضى هذا الامر) اى حالتهم (لكنك ما رأيته ولو رأيت لرأيت امرا عجيبا) هذا تحقيق قول الخطيب لتنزيله الخ.
وحاصله ان في المقام امرين احدهما ان الحالة المذكورة في الاية تقع