البيانيون (ان قوله تعالى (وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) رد لقولهم) اى المنافقين (انا امنا على ابلغ وجه واكده) وقد تقدم بعض الكلام فيه في الجزء الثانى قبيل قول الخطيب فالبلاغة صفة راجعة الى اللفظ في الوجه الرابع عشر من الوجوه التي يرتكب فيها مخالفة الاصل لاجل المناسبة فراجع ان شئت.
(و) لهذا ايضا قالوا (ان قولنا ما زيدا ضربت وما بزيد مررت لاختصاص النفي) اي حصر النفي وقصره (لا لنفي الاختصاص مع انه بدون حرف النفي يفيد الاختصاص) والحصر (ولهذا) اى لكون حرف النفي في الامثلة المذكورة لتأكيد النفي وثباته لا لنفى التأكيد (نظائر في كلام) منها قوله تعالى (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) حيث اجابوا عن الاشكال فيه بان المبالغة فيه ترجع الى نفى الظلم فالمعنى انتفى الظلم من المولى سبحانه انتفاء مبالغا فيه فالجملة مفيدة لتاكيد النفى والمبالغة فيه لا لنفى التاكيد والمبالغه والا لاقتضت ان المنفى انما هو المبالغة في الظلم فيفيد ثبوت اصل الظلم وهو باطل وقد ذكرنا الاشكال في الآية مع اجوبة اخرى عنه في المكررات في آخر بحث النسب فراجع ان شئت.
(و) اما (دخول) كلمة (لو على المضارع في نحو (وَلَوْ تَرى) الخطاب لمحمد (ص) او) كما تقدم في بحث اضمار المسند اليه (لكل من يتاتى منه الرؤية اذ وقفوا على النار) والوقوف معناه الرؤية لذا فسره بقوله (اى اروها) بالبناء للمفعول (حتى يعاينوها) اي النار او جهنم من باب استعمال الحال في المحل (واطلعوا عليها اطلاعا هي تحتهم) ويمكن ان يكون معنى الوقوف شيئا اخر اشار