المتنافيين وان صير في الجمع بينهما الى نحو الجمع بين المفرد وبين الواو والنون في نحو المسلمون امتنع لوجوه كثيرة لا تخفى على متقنى انواع الادب ادناها وجوب نحو الرجل الطوال والفرس الدهم او صحته لا اقل على الاطراد وكل ذلك على ما ترى فاسد.
والاقرب بناء على قول بعض ائمة اصول الفقه بان اللام موضوعة لتعريف العهد لا غير هو ان يقال المراد بتعريف الحقيقة احد قسمي التعريف وهو تنزيلها منزلة المعهود بوجه من الوجوه الخطابية اما لان ذلك الشيىء محتاج اليه على طريق التحقيق فهو لذلك حاضر في الذهن فكانه معهود او على طريق التهكم وستعرف معنى هذا في علم البيان.
واما لانه عظيم الخطر معقود به الهمم على احد الطريقين فيبنى على ذلك انه قلما ينسى فهو لذلك بمنزلة المعهود الحاضر واما لانه لا يغيب عن الحس على احد الطريقين فيبنى على ذلك حضوره وينزل منزلة المعهود واما لانه جار على الالسن كثير الدور في الكلام على احد الطريقين فيقام لذلك مقام المعهود.
واما لان اسبابا في شانه متأخذة او غير ذلك مما يجرى مجرى هذه الاعتبارات فيقام لذلك مقام المعهود ويقصد اليها بلام التعريف انتهى وانت اذا تاملت ما نقلناه يتضح لك الفرق بين المذهبين في العهد كما انك تعرف ان التفتازانى جمع بين اكثر الوجوه الخطابية التي ذكرها صاحب المفتاح في قوله (بناء على ان الحسنة المطلقة نزلت منزلة الحاضر في الذهن حتى كانها نصب اعينهم لفرط الاحتياج اليها وكثرة دورها فيما بينهم ويكون) العهد (اقضى لحق البلاغة لما فيه) اي في العهد (من الاشارة الى هذا المعنى) اي الى ان الحسنة المطلقة نزلت الخ.