فجمع السحرة وفي موضع اخر كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول وتقدير ما ذكرنا من افادة اللام الاستغراق او العهد يذكر في الفن الثالث انشاء الله تعالى ثم قال في الفن الثالث واعلم ان القول بتعريف الحقيقة باللام واستغراقها مشكل اذا قلنا المراد بتعريف الحقيقة القصد اليها وتمييزها من حيث هى هى لزم ان يكون اسماء الاجناس معارف فانها موضوعة لذلك وانه قول لم يقل به احد.
ولئن التزمه ملتزم ليكذبن في امتناع نحو رجع رجعى السريعة والبطيئة وذكر ذكرى الحسنة او القبيحة وانما لم اقل رجوعا السريع وذكر الحسن قصرا للمسافة في التجنب عن حديث التنوين ما هى ولئن ذهبت الى ان في نحو رجل وفرس وثور اعتبار الفردية فليس فيها القصد الى الحقيقة من حيث هى هى ليلزمنك المصادر من نحو ضرب وقتل وقام وقعود ورجعى وذكرى فليس فيها ذلك بالاجماع.
ولزم ان يكون اللام في الرجل او نحو الضرب لتاكيد تعرف الحقيقة اذا لم يقصد العهد وانه قول ما قال به احد واذا قلنا المراد بتعريف الحقيقة القصد اليها حال حضورها او تقدير حضورها لم يميز عن تعريف العهد الوارد بالتحقيق او بالتقدير لان تعريف العهد ليس شيئا غير القصد الى الحاضر في الذهن حقيقة او مجازا كقولك جائنى رجل فقال الرجل كذا وقولك انطلق رجل الى موضع كذا والمنطلق ذوجد قال تعالى (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى) اي ليس الذكر الذي طلبت كالانثى التى وهبت لها واذا قلنا المراد بتعريف الحقيقة هو الاستغراق لزم فى اللام كونها موضوعة لغير التعريف اذا تاملت.
ولزم مع ذلك ان يكون الجمع بينها وبين لفظ المفرد جمعا بين