لان في ذكر الخير كما قلنا اشارة الى ان كل مال نافع صالح للانفاق (ومنه اي من خلاف مقتضى الظاهر التعبير عن المستقبل بلفظ الماضى تنبيها على تحقق وقوعه نحو (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) هكذا في النسخ والصواب ففزع بمعني يفزع) وانما كان صوابا لان الاية التى وقع فيها فصعق ليس فيها لفظ اليوم بل نظمها ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض والاية التى وقع فيها ففزع يوجد فيها لفظ اليوم ونظمها هو المذكور في المتن وبيهما فرق اخر وهو ان الاولى نفح فيها بلفظ الماضي وفي الثانية كما في المتن ينفخ بلفظ المضارع.
(وهذا) اي التعبير عن المستقبل بلفظ الماضى للتنبيه المذكور (في الكلام لا سيما في كلام الله تعالى اكثر من ان يحصى ومثله التعبير بالمستقبل بلفظ اسم الفاعل) للتنبيه المذكور (كقوله تعالى (وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) اي ليقع (ونحوه التعبير عنه باسم المفعول) ايضا للتنبيه المذكور (كقوله تعالى (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ) اى يجمع الناس لما فيه من الثواب والعقاب والحساب وجميع ذلك وارد على خلاف مقتضى الظاهر).
فان المعنى على الاستقبال وذلك يقتضى التعبير عنه بالفعل المضارع الموضوع للاستقبال لا اسم الفاعل او اسم المفعول فالتعبير بكل واحد منهما على خلاف مقتضى الظاهر.
(فان قلت كل من اسم الفاعل والمفعول يكون بمعنى الاستقبال كما يكون بمعنى الماضى والحال وحينئذ يكون معنى لواقع ليقع ومعنى مجموع يجمع) بالبناء للمفعول (من غير تفرقة) بين الفعل واسم