وتارة بالاسم المظهر او ضمير الغائب) فلو لا ذلك القيد لدخل جميع هذه الامثلة في الالتفات لانه عبر فيها عن معنى بطريق من الطرق الثلاثة بعد التعبير عنه بطريق اخر فخرج جميع هذه الامثلة عن الالتفات بذلك القيد لان التعبير الثاني فيها ليس على خلاف مقتضى ظاهر سوق الكلام لان مقتضى ظاهر سوق الكلام في انا زيد مثلا الايراد بالاسم الظاهر لانه لا فائدة في تكرار الضمير الاعلى الوجه الذي ياتى بيانه في الباب الثالث في مبحث تعريف المسند باحدى طرق التعريف وليس المراد ههنا ذلك وهكذا بقية الامثلة المذكورة.
(ومنها نحو يا زيد قم ويا رجلا له بصر خذ بيدي وفي التنزيل (أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ)) فلو لا القيد المذكور لدخل هذه الامثلة ايضا لانه عبر فيها عن معنى اعني المنادي بطريق من الطرق الثلاثة بعد التعبير عنه بطريق اخر (لان حرف النداء طريق خطاب او تكلم وذلك لانهم جعلوا حرف النداء مع المنادي بمنزلة ادعوك واما (الاسم المظهر) فهو (طريق غيبة).
قال الرضي في اول باب المبنى ان لفظ زيد وان اطلق على المتكلم والمخاطب والغائب الا انه ليس موضوعا للمتكلم ولا للمخاطب ولا للغائب المتقدم الذكر بل الاسماء الظاهرة كلها موضوعة للغيبة مطلقا لا باعتبار تقدم الذكر ومن ثم قلت يا تميم كلهم نظرا الى اصل المنادي قبل النداء ولهذا يقول المسمى بزيد زيد ضرب ولا يقول زيد ضربت وانما جاز يا تميم كلكم لان يا دليل الخطاب وليس في زيد ضرب دليل التكلم انتهى.
(ومنها تكرير الطريق الملتفت اليه نحو (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) و (اهْدِنَا) و (أَنْعَمْتَ)