بيان اول امثلة الالتفات الحوالة الى هذا بقوله كما سيجييء.
(قال السكاكي هذا اى نقل الكلام عن الحكاية) اي عن حكاية نفس المتكلم أي عن ضمير المتكلم.
(الى الغيبة غير مختص بالمسند اليه ولا بهذا القدر اى النقل غير مختص بان يكون عن الحكاية الى الغيبة ففي العبارة تسامح).
اذ ظاهر عبارة المتن اتحاد المشار اليه في كلا اسمي الاشارة فيصير المعنى ان النقل عن الحكاية الى الغيبة لا يختص بالنقل عن الحكاية الى الغيبة وهذا لا معنى له بل لا يصح اذ لا معنى لنفي اختصاص الشيء بنفسه فلا بد في تصحيح العبارة ورفع التسامح بما فعله التفتازاني من تقدير لفظ النقل بالمعنى الاعم وجعل المشار اليه باسم الاشارة الاول الى هذا لنقل المقدر وجعل المشار اليه باسم الاشارة الثاني الى النقل المذكور انفا وهو بالمعنى الاخص اى بمعنى النقل عن الحكاية الى الغيبة والى ما فصلنا اشار التفتازاني بقوله بعد قول الخطيب ولا بهذا القدر اي النقل غير مختص بان يكو عن الحكاية الى الغيبة فتامل جيدا فانه جدير بالتامل.
ويمكن تصحيح العبارة ورفع التسامح بوجه اخر اشار اليه بقوله (ويحتمل ان يكون المعنى) اي معنى العبارة (والنقل) المذكور انفا اي النقل (عن الحكاية الى الغيبة غير مختص بالقدر المذكور).
في الامثلة المتقدمة من قوله هذا الذي ترك الاوها الى قوله تعالى ورسوله (وهو ان يكون الغيبة باسم مظهر لا بمضمر غائب) حاصل هذا الوجه جعل المشار اليه بهذا الاول النقل بالمعنى الاعم وفي الجملة والمشار اليه بهذا الثاني النقل المذكور بالمعنى الاخص فيصير حاصل