يكون العاصي بدلا من انا) على مذهب الاخفش وان منعه الجمهور كما قال ابن مالك
ومن ضمير الحاضر الظاهر لا |
|
تبد له الا ما احاطة جلا |
(لان في ذكر عبدك من استحقاق الرحمة وترقب الشفقة ما ليس في لفظ انا وفيه) اي في ذكر عبدك (ايضا تمكن من وصفه) اي وصف عبد (بالعاصي) لان الاسم الظاهر يوصف ويوصف به بخلاف الضمير فانه لا يوصف ولا يوصف به.
وذلك كما في قوله تعالى (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) الى قوله (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ) والشاهد في رسوله (حيث لم يقل فامنوا بالله وبي) بالضمير المتكلم (ليتمكن من اجراء الصفات) الثلاث (المذكورة عليه) اي على رسوله لانه اسم ظاهر وقد تقدم انفا انه يوصف ويوصف به بجلاف الضمير فانه لا يوصف ولا يوصف به (ويشعر) اى وليشعر (بان الذي وجب الايمان به) اى برسالته (بعد الايمان بالله هو الرسول الموصوف بتلك الصفات) الثلاث (المذكورة كائنا من كان انا او غيري اظهارا للنصفة) اي الانصاف (وبعدا للتعصب لنفسه) وسياتي في الباب الثالث في اواخر بحث ان الشرطية انه يسمى هذا النوع من الكلام كلام المنصف لان كل من سمعه قال للمخاطب قد انصفك المتكلم به او لان المتكلم قد انصف من نفسه حيث حط مرتبته عن مرتبة المخاطب ويسمى ايضا الاستدراج لاستدراجه الخصم الى الاذعان والتسليم وهو من لطائف الاساليب وقد كثر في التنزيل والاشعار والمحاورات وياتي عنقريب في