وامورهم وفي الحديث الصمد المصمود اليه في القليل والكثير وقال ايضا هو الدائم الباقي.
ونظيره من غيره اي نظير (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ) في وضع المظهر موضع المضمر لزيادة التمكين من باب غير المسند اليه قوله تعالى (بِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) اي ما نزلنا القران الا بالحكمة المقتضية لانزاله) وجه الاقتضاء ان الانسان كما تقدم في صدر الكتاب مدني بالطبع يحتاج الى التعاون لانه لا يستقل وحده بامور معاشه لاحتياجه الى غذاء ولباس ومسكن وصلاح وغير ذلك من الامور التي كلها صناعي لا يقدر عليها صانع واحد مدة حياته وانما يتيسر بجماعة يتعاضدون ويتشاركون في تحصيلها بان يعمل كل لصاحبه بازاء ما يعمل له الاخر مثل ان يذرع هذا لذاك ويخبز هذا لذلك ويخيط واحد لاخر وعلى هذا القياس سائر الامور فيتم امر معاشه باجتماع من بني نوعه ولهذا قيل الانسان مدني بالطبع فان التمدن باصطلاح عبارة عن هذا الاجتماع وهذا الاجتماع لا ينتظم الا اذا كان بينهم معاملة وعدل لان كل واحد كما نرى يشتهي ما يحتاج اليه ويغضب على من يزاحمه ولو كان المزاحم بالفتح من اعدل العدول وذلك ربما يدعو الى الجور كما نرى ايضا فيقع من ذلك الهرج والمرج فيختل امر الاجتماع ونظامه فلا بد من شرع وقانون يفرضه من يكون مامونا عن الخطاء حتى يكمل الاشخاص ويحسن أخلاقهم ويتعلمون السياسات الكاملة الحقة يهتدون لطريق السعادة والشقاوة وبهذا نزل القران لان انزاله بمقتضى قاعدة اللظف الذي ثبت في محله انه واجب على الحكيم تعالى وهذا هو المراد بقوله تعالى (وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) اي (وما نزل الا بالحكمة لاشتماله على الهداية الى كل