ولكن الاولى جعله متعديا لما تقرر في محله من ان الفعل اذا تردد بين المتعدى واللازم فينظر الى ما قبله او ما بعده من الافعال فيحمل عليه رعاية للتناسب.
(مذاهبه اي طرق معاشه وجاهل جاهل تلقاه) اي تصادفه وتجده (مرزوقا هذا) الحكم السابق وهو مصادفة كامل العقل ووجدانه محروما وكامل الجهل محروما (الذي ترك) هو بمعنى صير من ملحقات افعال القلوب على ما ذكره السيوطي في شرح قول ابن مالك
وهب تعلم والتي كصيرا |
|
ايضا بها انصب مبتدء وخبرا |
اي صير (الاوهام حائرة) اذ لم تفهم السر في ذلك لان مقتضى المناسبة ادراك ذي التدبير والعقل المراد دون العكس (وصير العالم النحرير اي المتقن من نحر العلم اتقنه زنديقا اي كافرا نافيا للصانع) العادل الحكيم (قائلا لو كان له وجود لما كان الامر كذلك) اذ مقتضى الحكمة والعدل ان يرزق العاقل لما يترتب على رزقه من المصالح دون الجاهل وقريب من ذلك ما قيل بالفارسية
فلك بمردم نادان دهد زمام مراد |
|
تو اهل دانش وفضلى همين كناهت بس |
دنيا بكسان وناكسان راضى شد |
|
كوساله خليفة كشت وخر قاضى شد |
عاقل بكنار اب تا پل ميجست |
|
ديوانه پابرهنه از اب كذشت |
اكر دستم رسد بر چرخ كردون |
|
ازو پرسم كه اين چونست وآن چون |
هذا كله بالنظر الى الظاهر والفهم القاصر والا فكل ذلك يدل على وجود صانع عادل حكيم قاهر في سلطانه مدبر لامر عباده بحيث لا ينفع العقل في تدبيره ولا يمنع الجهل من فضله وتقديره له الملك وله الامر بيده الخير وهو على كل شيء قدير