فهو من هذا القبيل فتامل.
(او لانه بلغ من عظم شانه الى ان صار متعقل الاذهان نحو هو الحي الباقي) اي الله وذلك ظاهر (او لادعاء ان الذهن لا يلتفت الى غيره) اي الى غير من يراد من الضمير (كقوله في المطلع)
زارت عليها للظلام رواق |
|
ومن النجوم قلائد ونطاق |
(وقد يعكس اي يوضع المظهر موضع المضمر) وحينئذ (فان كان المظهر الموضوع موضع المضمر اسم الاشارة فلكمال العناية بتمييزه اي تميز المسند اليه) والمراد من المسند اليه في المقام هو لفظة هذا الذي اشير به الى كم عاقل عاقل وعديله لا نفس كم عاقل عاقل وعديله على ما يوهمه ظاهر العبارة فتدبر فان فهم ما قلنا يحتاج الى لطف قريحة وتامل صادق وكمال العناية انما هو (لاختصاصه) اي المسند اليه (بحكم بديع) فاعتنى به اعتناء كاملا حيث ابرزه في معرض المحسوس فجعله اسم اشارة (كقوله اي قول ابن راوندي) هو رجل من قرى اصفهان او نيسابور متهم بالزندقة والالحاد والله العالم بحقايق العباد وسيكشف الغطاء عنهم وتبلى سرائرهم يوم التناد جعلنا الله فيه من الناجين بمحمد ص واله الامجاد.
(كم عاقل عاقل هو) اي عاقل الثاني (وصف لعاقل الاول) لا تاكيد له كما توهمه بعض فهو من قبيل ما تقدم في الاسناد المجازي من قولهم شعر شاعر وظل ظليل وداهية دهياء فهو (بمعنى كامل العقل متناه فيه كما يقال مررت برجل رجل اي كامل في الرجولية اعيت) بحذف المفعول (اي اعيته بمعنى اعجزته) فهو متعد (او) بمعنى (اعيت عليه وصعبت) فيكون لازما لان اعيت يستعمل متعديا ولازما