مكابرة فتنصر
(ودليل امتناع تقديم الفاعل وهو التباسه بالمبتدء قائم) اي حاصل (ههنا) لان البدل والتاكيد لو قدما حال بقائهما على التابعية لالتبسا ايضا بالمبتدء.
(واما قوله وكان محاقا كله ذلك الشهر فبعد ثبوت كون البيت مما يستشهد به) اي بعد ثبوت كون الشاعر من الفصحاء الذين يستشهد بكلامهم في اثبات القواعد اللغوية والشاعر ليس كذلك لانه على ما قيل الثعالبي وكلام امثاله ليس بحجة الا فيما ينقلون وذلك لما تقدم في اوائل الكتاب عند الفرق بين الشواهد والامثلة (يحتمل ان يكون كله تاكيدا للضمير المستتر في كان) الراجع الى الشهر (لدلالة قوله قبل المحاق على الشهر) وذلك لان المحاق ثلاثة ايام من اخر الشهر سميت بذلك لمحاق ضوء القمر وذهابه فيها فهذا الضمير المستتر في كان من قبيل الضمير في قوله تعالى (وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ) من حيث انه راجع الى الميت لدلالة لكل واحد منهما السدس على الميت لان المراد من السدس نصيب احد الابوين مما تركه الميت.
(و) حينئذ (كان قوله ذلك الشهر بدلا منه) اي من الضمير المستتر في كان وتفسيرا له) اي للضمير لا اسما لكان (ولو سلم) انه اي كله تاكيد لذلك الشهر (فيكون شاذا او محمولا على الضرورة) الشعرية (فلا يدل على جوازه في السعة ولو سلم) جوازه في السعة (ففيه) ان التقديم الواقع في هذا البيت لا يثبت المطلوب لانه (تقديم على المتبوع فقط) اي على ذلك الشهر فقط (والمطلوب جواز تقديمه على العامل ايضا) اي على كان ايضا فلا يفيد الاستشهاد