ذلك كقوله تعالى (عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ) (و) صح (عود ضمير الجمع اليه في قوله تعالى (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) هذا مثال لدخول بين عليه (و) اما مثال عود ضمير الجمع اليه فهو قوله تعالى (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ وَ) لهذا ايضا (فسروه في قوله تعالى (لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ) بمعنى جماعة من جماعات النساء).
قال الرضى في اول باب اسماء العدد واما احد فيستعمل مطردا لعموم العلماء بعد نفي او نهى او استفهام او شرط نحو ما جائنى من احد ويلزمه الافراد والتذكير قال الله تعالى (لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَ) وتعريفه حينئذ نادر انتهى.
(وعدم جريان هذه الاحكام) الثلاثة المذكورة (في كل نكرة منفية يدل على ان هذا) اى عدم صحة هذا التركيب وامتناعه (ليس مبنيا على انه) اى لفظ احد (نكرة وقعت في سياق النفي كما توهمه البعض) الذي اشار التفتازاني الى توهمه بقوله والثانى يفيد السلب الكلى لوقوع النكرة في سياق النفي بل لخصوص لفظ احد لكونه بمعنى الجمع لصحة ما ذكر من الاحكام الثلاثة المذكورة.
(وظاهر كلام الصحاح انه) اى كون لفظ احد بمعنى الجمع (بحسب وضع اللغة لانه) اى الصحاح (قال هو) اي لفظ احد (اسم لمن يصلح ان يخاطب به) اى لذوي العقول والعلماء كما تقدم انفا في كلام الرضى (يستوى فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث) ومن هنا قال الرضى في كلامه المتقدم انفا ويلزمه الافراد والتذكير (وقيل هو) اي كون لفظ احد بمعنى الجمع (مبنى على ان احد اسم فى معنى الواحد) اي هو صفة في المعنى (لا يتغير بتغير