ابلغ في الزجر وان حمل على التقليل كان اظهار المزيد الشفقة عليه وخوفه من ان يصيبه ادنى مضرة فيكون ادخل في قبول النصيحة فكل واحد منهما يناسب المقام من وجه.
(ومن تنكير غيره اى غير المسند اليه للافراد او النوعية نحو قوله تعالى (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ) اى كل فرد من افراد الدواب من نطفة معينة وهي نطفة ابيه المختصة به او كل نوع من انواع الدواب من نوع من انواع المياه وهو نوع النطفة التي يختص بذلك النوع من الدواب).
والحاصل ان المراد من الاية على الاحتمال الاول ان خلق الشخص من الشخص فالتنكير في دابة وماء للافراد والوحدة الشخصية وعلى الاحتمال الثانى ان خلق النوع من النوع فالتنكير فيهما للوحدة النوعية والكلام في الصورتين محمول على الغالب فلا يستشكل بادم وحواء وعيسى عليهمالسلام وما يتولد من التراب وغيره كالفار والبرغوث ونحوهما فتأمل.
(وصرح) المصنف (بانه من) تنكير (غير المسند اليه لانه) اي الشان (ذكر) السكاكي (في المفتاح) في بحث تنكير المسند اليه (ان الحالة المقتضية لتنكير المسند اليه هي اذا كان المقام للافراد شخصا او نوعا) ثم قال (كقوله تعالى (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ) فتوهم بعضهم) من ذكر الاية والتمثيل بها (انه) اى السكاكى (اراد بالاسناد) في قوله المسند اليه (مطلق التعلق) سواء كان اسنادا تاما كما في المبتدء والفاعل او غيره كما في المفاعيل وسائر معمولات الفعل (ليصح التمثيل بالاية) لان النكرة