قلنا آنفا في التكثير في رسل «وان اراد» المصنف «ان التحقير المستفاد من الاية» اى من نفحة «مفهوم منهما» اى من بناء المرة ونفس الكلمة فقط (بحيث لا مدخل للتنكير) في افادة التحقير (اصلا فممنوع للفرق الظاهر بين التحقير في نفخة من العذاب) من دون التعريف بالاضافة (وبينه) اي التحقير (في نفحة العذاب) بالتعريف بالاضافة فان المستفاد من الاول تحقير شديد ومن الثاني تحقير ضعيف والدليل على ذلك الذوق السليم والفهم المستقيم.
(ومما يحتمل التعظيم والتقليل قوله تعالى) حكاية عن ابراهيم ع اذ قال لابيه آزر (إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ) اى عذاب هائل) هذا اذا كان التنكير في عذاب للتعظيم (او شيء من العذاب) هذا اذا كان التنكير فيه للتحقير ولا ترجيح لاحد الاحتمالين على الاخر (ولا دلالة للفظ المس واضافة العذاب) اى نسبته (الى الرحمن على ترجيح) الاحتمال (الثانى) اى كون التنكير في عذاب للتحقير (كما ذكره) اى ترجيح الاحتمال الثانى بما ذكر (بعضهم لقوله تعالى (لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ)) فوصف العذاب بالعظمة مع لفظ المس (ولان العقوبة من الكريم الحليم) والرحمن الرحيم (اشد) واعظم «ولقوله ص اعوذ بالله من غضب الحليم» فاضافة العذاب اى نسبته الى الرحمن لا يوجب ترجيح الاحتمال الثاني كما لا يوجبه لفظ المس فالاحتمالان متساويان.
فان حمل التنكير في عذاب على التعظيم كان مبالغة في الوعيد واستعظاما لما يرتكبه ابوه آذر بانه يقتضى استحقاق عذاب عظيم فيكون