فان قلت كيف قيل بولدها وبولده قلت (لما نهيت المرئة عن المضارة اضيف اليها الولد استعطافا لها عليه) وانه ليس باجنبي منها فمن حقها ان تشفق عليه (وكذلك الوالد) انتهي كلام الكشاف وظهر وجه كون اضافة الولد في المقامين للتحريض على الاستعطافات فافهم واغتنم وكن من الشاكرين لله ذي المن وخفى الالطاف (او لتضمنها) اي الاضافة (استهزاء وتهكما) وسخرية نحو قوله تعالى حكاية عن فرعون (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) فان اضافة الرسول الى ضمير المخاطبين متضمنة للاستهزاء والسخرية برسول الله موسى ع لان قائل هذا الكلام اعني فرعون كان جاحدا لله رب العالمين فكيف يعترف بان موسي ع من المرسلين من الله الى المخاطبين فليس مقصوده الا السخرية والاستهزاء (او) لتضمنها (اعتبارا لطيفا مجازيا وهو) اي الاعتبار اللطيف المجازى (الاضافة بادنى ملابسة من غير تملك واختصاص) اي من غير ان يكون المضاف ملكا للمضاف اليه او مختصا به على ما هو شأن اصل الاضافة (نحو كوكب الخرقاء) فاضيف الكوكب والمراد به سهيل وهو نجم يطلع في الشتاء الى الخرقاء بادنى ملابسة من غير ان يكون ذلك الكوكب ملكا لها او مختصا بها والغرض من الاضافة الاشارة الى اعتبار لطيف مجازي وهو ان الخرقاء كانت امرئة حمقاء كسلانة تضيع اوقاتها في الصيف فاذا طلع سهيل واحست بالبرد واحتاجت الى الكسوة فرقت الصوف في اقاربها ليساعدتها لعجزها عن غزل ما يكفيها لضيق الوقت فاضيف الكوكب اليها لادنى ملابسة وهي حرصها على العمل عند طلوعه وجعلت هذه الملابسة بمنزلة الاختصاص.