بصيغة الجمع (يفيد) ايضا (شمول الوهن لكل) فرد (من العظام بحيث لا يخرج منه البعض) وبعبارة اخرى هذا الكلام من الكشاف صريح في ان وهنت العظام بصيغه الجمع موجبة كلية مثل وهن العظم بصيغة المفرد.
(وكلام المفتاح صريح في انه يصح) ان يقال (وهنت العظام باعتبار وهن بعض العظام دون كل فرد) وبعبارة اخرى كلام المفتاح صريح في ان وهنت العظام بصيغة الجمع موجبة جزئية (فالتنافي بين الكلامين واضح) فتأمل.
(وتوهم بعضهم انه لا منافاة بينهما) اي بين كلام المفتاح والكشاف) بناء على ان مراد صاحب الكشاف انه لو جمع) اي لو قال وهنت العظام بصيغة الجمع (لكان قصدا الى ان بعض عظامه مما لم يصبه الوهن) فحسب (ولكن الوهن انما اصاب الكل من حيث هو كل والبعض بقى خارجا كالواحد والاثنين) حاصله ان مراد الكشاف انه لو جمع لصارت القضية عموما مجموعيا كما يقول المفتاح فلا منافاة بينهما (ومنشأ هذا التوهم سوء الفهم وقله التدبر وذلك) اى كون منشأ هذا التوهم ما ذكر (لان افادة الجمع المحلى باللام تعلق الحكم بكل فرد مما هو مقرر في علم الاصول والنحو وكلامه في الكشاف ايضا مشحون به) اى بافادة الجمع المذكور التعلق المزبور (حيث قال في قوله تعالى (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) انه جمع ليتناول كل محسن وفي قوله تعالى (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ) انه نكر ظلما وجمع العالمين على معنى ما يريد شيئا من الظلم لاحد من من خلقه وفي قوله تعالى (وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً) اي ولا تخاصم عن خائن قط وفي قوله (رَبِّ الْعالَمِينَ) انه جمع ليشمل كل جنس مما سمي بالعالم يعنى لو افرد وقيل رب العالم (لتوهم انه اشارة الى هذا العالم المحسوس المشاهد فجمع ليفيد