«بل الوجه فى افراد العظم» والانتقال من صيغة الجمع اليه «ما ذكره صاحب الكشاف وهو ان الواحد هو الدال على معنى الجنسية وقصده» اى زكريا ع «الى ان هذا الجنس» اى العظم «الذي هو العمود وأشد ما تركب منه الجسد قد اصابه الوهن» والضعف فكيف بسائر الاجزاء التي ليست بهذه المثابة من الشدة والقوام فاصابة الوهن لها تثبت بطريق اولى «ولو جمع لكان» الكلام بظاهره دالا على ان «القصد الى معنى اخر وهو انه لم يهن منه» اى من زكريا ع «بعض عظامه ولكن كلها» وذلك لأن الجمع يفيد العموم «يعنى لو قيل وهنت العظام كان المعنى ان الذي اصابه الوهن ليس هو بعض العظام بل كلها حتى كأنه وقع من سامع شك في الشمول والاحاطة.
وبعبارة اخرى حتى كانه وقع من سامع شك فى كون القضية موجبة كلية فاتى بصيغة الجمع دفعا لهذا الشك وليفيد الكلام الايجاب الكلى لان صيغة الجمع كما قلنا يفيد العموم و «لان القيد» وهو صيغة الجمع «فى الكلام ناظر الى نفي ما يقابله» والمقابل للايجاب الكلى والشمول هو الايجاب الجزئى «وهذا المعنى» اى كون المعنى ان الذى اصابه الوهن ليس هو بعض العظام بل كلها حتى كانه وقع من سامع شك في الشمول والاحاطة «غير مناسب للمقام» لان السامع فيه هو الله تعالى وهو (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ) فكيف يظن في حقه جل جلاله الشك المذكور وهو بمنزلة الجهل بل نفسه فتأمل.
«فهذا الكلام» من الكشاف «صريح فى ان وهنت العظام»