الاثبات ـ اى المسند ـ كالحياة في قولك «احيا الله زيدا» والشيب في قولك «اشاب الله رأسي» اثابت هو على الحقيقة ام قد عدل به ـ اى بالمسند ـ عنها ـ اى عن الحقيقة ـ واذا مثل لك دخول المجاز على الجملة من الطريقين عرفت اثباتها على الحقيقة منها ، اى عرفت الاسناد الحقيقي من الجملة.
فمثال ما دخله المجاز من جهة الاثبات دون المثبت قوله :
وشيب ايام الفراق مفارقى |
|
وانشرن نفسى فوق حيث تكون |
وقوله :
اشاب الصغير وافنى الكبير |
|
كر الغداة ومر العشى |
المجاز واقع في اثبات الشيب فعلا للأيام ولكر الليالى ، اى في اسناد الشيب الى الأيام والى كر الليالى ، وهو ـ اى الاثبات ـ ازيل عن موضعه الذي ينبغى ان يكون فيه ، لأن من حق هذا الاثبات ـ اعنى اثبات الشيب فعلا ـ ان لا يكون الا مع اسماء الله تعالى ، فليس يصح وجود الشيب فعلا لغير القديم سبحانه ، وقد وجه في البيتين كما ترى الى الأيام والليالى ، واما المثبت فلم يقع فيه مجاز لأنه الشيب وهو موجود كما ترى.
وهكذا إذا قلت «سرنى الخبر» و «سرني لقاؤك» فالمجاز في الاثبات ـ اى في الاسناد ـ دون المثبت ـ اى دون المسند ـ لأن المثبت هو السرور وهو حاصل على حقيقته.
ومثال ما دخل المجاز في مثبته ـ اى في مسنده ـ دون اثباته قوله عزوجل (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) وذاك ان المعنى والله اعلم على ان جعل العلم والهدى