وجهه حسنا» لا يقصد في الاستعمال العرفي الاسناد الحقيقي. وبعبارة اخرى : مراد الشيخ ان هذه الامثلة لا تستعمل عند العرف الا في الاسناد المجازى ، اذ لا يتعلق الغرض فيها في استعمالها في الاسناد الحقيقى ، فالحاصل انه ليس مراده نفى الفاعل رأسا بل مراده نفى وجوب فاعل اسند اليه المسند قبل اسناده الى الفاعل المجازى. وبعبارة اخرى ، لا يشترط في المجاز ان يكون المسند قد اسند قبل الى الفاعل الحقيقى ، بل يجوز ان يكون من اول الامر الى آخره لم يسند ذلك المسند الا الى الفاعل المجازى ، فلذلك نظير ما اشرنا اليه في لفظة الرحمن ـ فتدبر جيدا.
والعجب كل العجب من الخطيب كيف تبع السكاكى فيما توهمه من ظاهر كلام الشيخ ، مع ان امثال هذا التوهم لا تحتمل في حق اصاغر اهل العلم فضلا عن الشيخ الذى هو المبتكر لهذا الفن والمستخرج لدقائق الكلام ولطائف الاشارات الموجودة فيه ، وأما الامام الرازى فلا كلام لنا معه اذ من عادته إلقاء الشبهات والتشكيكات في المسائل والمباحث التى هي من الواضحات.
وانى ليعجبنى نقل كلام الشيخ في اسرار البلاغة ليتضح مراده وفساد ما توهموه من ظاهر كلامه في دلائل الاعجاز ، وهذا نصه : ينبغى ان تعلم ان من حقك اذا أردت ان تقضى في الجملة بمجاز او حقيقة ان تنظر اليها من جهتين :
احداهما ـ ان تنظر الى ما وقع بها الاثبات ـ اى الاسناد ـ اهو في حقه وموضعه ام قد زال عن الموضع الذى ينبغى ان يكون فيه؟
والثانية ـ ان تنظر الى المعنى المثبت ، اعمى ما وقع عليه