مفرد او نسبة لا سبيل الى الأول ، لأنه يقتضي ان تكون ذات المفرد مبهمة متناولة لذوات متعددة كعشرين من قولك «ملكت عشرين دينارا» ، والمفرد هنا ـ وهو الاستحالة ذاته ـ متعينة لا ابهام فيها ، لأنها الخروج عن الاستقامة للاعوجاج ، وانقسامها الى العقلية والعادية انما يوجب الابهام في صفتها ، ولأنه يقتضى ان تكون الاستحالة من افراد العقل كقفيز برا وهو باطل ، ولا سبيل الى الثانى لعدم الابهام في النسبة ، لأن الابهام فيها بسبب ان تكون في الظاهر متعلقة بشىء ، ويجوز تعلقها بشىء آخر متعلق بما تعلقت به في الظاهر ، كتعلق نسبة طاب في «طاب زيد» بزيد في الظاهر ، ويجوز تعلقها بالنفس بأن تقول «طابت نفس زيد» والنفس متعلقة بزيد ، وهنا قد تعلقت نسبة الاستحالة بالقيام في الظاهر ، والمتعلق بالقيام الذي ذكر هنا هو العقل والعادة ، ولا يجوز تعلق نسبة الاستحالة بهما ، لظهور انهما ليسا مستحيلين ، بل المستحيل انما هو نفس القيام ، وحينئذ فلا ابهام في النسبة.
واجيب : بأنه يجوز ان يكون عقلا وعادة تميزا لنسبة الاستحالة للقيام محولا عن الفاعل الكائن لمتعدي الاستحالة ، وهو الاحالة ، اى كاحالة العقل القيام المذكور ، لأن التميز المحول عن الفاعل لا يلزم ان يكون فاعلا للفعل المذكور ، بل تارة يكون فاعلا لمتعديه وتارة للازمه ، فالاول نحو «امتلأ الاناء ماء» فالماء ليس فاعلا لامتلأ بل لمتعديه وهو ملأ ، يقال «ملأ الماء الاناء» ، والثاني نحو قوله تعالى (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) بناء على انه محول عن الفاعل ، فالعيون ليست فاعلا لفجر بل للازمه ، وهو تفجر الذى هو لازم لفجر ، لأن مطاوع