لكن هذا لا يقتضي اختصاصه بالخبر ، وذلك لان الوجه في التسمية بهذه الاسماء ليس ذلك. قال فى المفتاح ويسمى عقليا لا لغويا لعدم رجوعه الى الوضع ، وكثيرا ما يسمى حكميا لتعلقه بالحكم كما ترى ، ومجازا في الاثبات ايضا لتعلقه بالاثبات (بل يجري في الانشاء) ايضا (نحو (يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً) وقوله تعالى (فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ) فان البناء فعل العملة وهامان سبب امر وكذا الاخراج) من الجنة (فعل الله وابليس سبب ، ومثله «فلينبت الربيع ما شاء» «وليصم نهارك» و «ليجدك جدك» وما اشبه ذلك مما اسند الامر او النهي الى ما ليس المطلوب صدور الفعل او الترك عنه ، ومنه «اجر النهر» و «لا تطع امر فلان» على ما اشرنا اليه) في البحث النفيس المتقدم.
وكذا «ليت النهر جار» و «أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ) ان نترك ما يعبد آباؤنا» (ونحو ذلك) من سائر الانشاءات.
(ولا بد له ـ اى للمجاز العقلي ـ من قرينة صارفة عن ارادة ظاهره) اى عن كون الاسناد الى ما هو له (لأن المتبادر الى الفهم عند انتفاء القرينة هو الحقيقة) اى كون الاسناد الى ما هو له ، والقرينة إما (لفظية كما مر في قول ابي النجم من قوله «افناه قيل الله» او معنوية كاستحالة قيام المسند بالمذكور ـ اى بالمسند اليه المذكور ـ) اى استحالة اتصاف المسند اليه المذكور بالمسند او استحالة صدوره عنه (عقلا ، اى من جهة العقل) قال بعض المحققين : قيل ان فيه إشعارا بأن انتصاب عقلا وعادة على التميز. وفيه نظر ، لأنه لو كان كذلك فاما ان يكون تميز