قال في المصباح : شاقه مشاقة وشقاقا خالفه ، وحقيقته ان يأتى كل منهما ما يشق على صاحبه ، فيكون كل منهما في شق غير شق صاحبه وقال ايضا : بين ظرف مبهم لا يتبين معناه الا باضافته الى اثنين فصاعدا ، او ما يقوم مقام ذلك كقوله تعالى (عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ) ـ انتهى.
(و) قال في الكشاف : اصله شقاقا بينهما ، فأضيف الشقاق الي الظرف على طريق الاتساع ، كقوله «بَلْ (مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ») واصله بل مكر في الليل والنهار ، او على ان جعل البين مشاقا والليل والنهار ما كرين على قولهم «نهارك صائم» ، والضمير للزوجين ولم يجر ذكرهما لجرى ذكر ما يدل عليهما وهو الرجال والنساء ـ انتهى.
(و) كذلك (قول الشاعر «يا سارق الليلة اهل الدار») اصله يا سارق في الليلة ، وانتصاب اهل الدار بمقدر ، اى احذر اهل الدار ، ويحتمل ان يكون مفعولا او لا سارق ، لأنه يقال سرقه مالا ـ فتأمل.
(و) كذلك (قولنا «اعجبنى انبات الربيع» و «جري الأنهار») اصلهما انبات الله في الربيع وجرى المياه في الأنهار ، هذا هو المعروف بينهم من ان الاضافة في هذه الامثلة الخمسة بمعنى في كما يشعر بذلك ظاهر عبارة الكشاف المذكورة آنفا ، ولكن قال بعض المحققين : ان المجازية في هذه الأمثلة انما تصح اذا جعلت الاضافة بمعنى اللام ، وأما لو جعلت بمعنى في فلا تكون مجازا بل حقيقة. والحاصل انه لا بد من النظر لقصد المتكلم ونفس الأمر ، فان كان ما قصده مناسبا بحسب نفس الأمر فحقيقة