هو له كتلبس التجارة) وهي فاعل مجازى (بالمشترين) الذين هم الفاعل الحقيقى للربح (في قوله تعالى (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ)) لأن الربح قائم بهم والتجارة سبب له ، والملابسة بين المشترين والتجارة واضحة لا تحتاج الى البيان ، فعلى مذهبه لا يرد عليه نقض بالصور المذكورة حتى يحتاج الى التقصى عنه ، لأن الملابسة المعتبرة عنده موجودة فيها ، اذ الفاعل المجازى ـ اعنى الضمير المستتر في الحكيم الراجع الى الكتاب والأسلوب متلبس بالفاعل الحقيقى ، اعنى موجد الكتاب والاسلوب ومنشئهما ، وكذلك الضمير الراجع الى الضلال والعذاب ، فانه متلبس بالضال والمعذب فتأمل جيدا.
(ولك ان تجعل امثال هذا) اى قوله تعالى (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ) (من قبيل الاسناد الى السبب) لأن التجارة سبب للربح.
واحتمل بعضهم ان تكون هذا إشارة الى ما ذكر في الأمر الثاني من الأمثلة الأربعة ، ثم استشكل فيه بأنه خلاف ما يتبادر من ظاهر العبارة ، مع انه لا يصح الا في المثالين الأخيرين ، فان الضلال سبب للبعد والعذاب سبب للالم ، اما الأولين فلا يتمشي فيه هذا التوجيه – فتأمل (فان قيل : كثيرا ما يطلق المجاز العقلى على ما) لا يتضمن نسبة تامة كالامثلة الآتية ، والحال انه (لا يشمله هذا التعريف) اى تعريف المصنف للمجاز العقلى ، لأنه جعل الجنس فيه الاسناد ، وهو عبارة عن النسبة التامة فلا يشمل ما ليس فيه تلك النسبة ، فلا يكون التعريف جامعا والحاصل انه يخرج (من) تعريف المصنف النسب الناقصة ، سواء كانت اضافية (نحو قوله تعالى) «وَإِنْ خِفْتُمْ (شِقاقَ بَيْنِهِما) فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها» الآية.