في الغفلة والاعراض عن العمل لما بعده من امارات الانكار) والى هذا أشار الشاعر الفارسى بقوله :
عمر برفست وافتاب تموز |
|
اندكى مانده خواجه غره هنوز |
خيرى كن اى فلان وغنيمت شمار عمر |
|
زان پيشتر كه بانك برآيد فلان نماند |
(ويجعل المنكر كغير المنكر اذا كان معه ـ اى مع المنكر ـ ما ان تأمله ، اى شيء من الدلائل) اى ولو واحد من الدلائل ، والدليل عبارة عما يلزم من العلم به العلم بشىء آخر.
قال في التجريد : ملزوم العلم دليل والظن امارة. قال القوشجى في شرحه : اراد ان يشير الى ما يتعلق به النظر ، وهو ينقسم الى ما يحصل به العلم وهو الدليل والى ما يحصل به الظن وهو الامارة ـ انتهى.
واظن قويا ان قوله (والشواهد) اشارة الى الامارات (ومعنى كونه) اى كون ذلك الشىء (مع المنكر أن يكون) ذلك الشىء (معلوما له) اى للمنكر بالعقل والحواس الباطنية (او محسوسا عنده) بالحواس الظاهرية (كما تقول لمنكر الاسلام) وحقيقته (الاسلام حق ، من غير تأكيد لما معه من الدلائل الدالة على نبوة محمد «ص» ، لكنه) اى المنكر (لا يتأملها) اى الدلائل (ليرتدع) بالتأمل فيها (عن الانكار) ومن تلك الدلائل اعجاز القرآن.
فان قلت : ان الانسان اذا علم الدليل علم المدلول ، فلا يتوقف الارتداع على التأمل.
قلنا : انه ليس المراد بالدليل الدليل المنطقى ، وهو ما يلزم من العلم به العلم بشىء آخر حتى يرد ما ذكرت ، بل المراد به الأصولى ،