الخطاب الى الغيبة في قوله «جاء شقيق» ان كان شقيق حاضرا وقت هذا الكلام على ما يأتي من مذهب السكاكي ، اذ مقتضى الظاهر ان يقول جئت بصيغة الخطاب لا جاء بصيغة الغيبة (بقوله : ان بنى عمك فيهم رماح مؤكدا بان) واسمية الجملة ، والرماح جمع رمح ، ففى بمعنى عند ، ويحتمل انه جمع رامح وان في باقية على حالها ، لكن المناسب لقول الشارح امارة انه يعتقد انه لا رمح فيهم الاحتمال الأول.
قال في المفتاح : قد ينزلون منزلة المنكر من لا يكون اياه اذا رأوا عليه شيئا من ملابس الانكار ، فيحوكون حبير الكلام لهما على منوال واحد ، كقولك لمن تصدى لمقاومة مكاوح امامه غير متدبر مغترا بما كذبته النفس من سهولة تأتيها له : ان امامك مكاوحا لك ، ومن هذا الاسلوب قوله :
جاء شقيق عارضا رمحه |
|
ان بنى عمك فيهم رماح |
وقال الشيخ : ومن لطيف مواقعها ـ اى إن ـ ان يدعى على المخاطب ظن لم يظنه ولكن يراد التهكم به ، وان يقال «ان حالك والذى صنعت يقتضى ان تكون قد ظننت ذلك» ، ومثال ذلك قوله :
جاء شقيق واضعا رمحه |
|
ان بنى عمك فيهم رماح |
يقول : ان مجيئه هكذا مدلا بنفسه وبشجاعته قد وضع رمحه عرضا دليل على اعجاب شديد ، وعلي اعتقاد منه انه لا يقوم له احد ، حتى كأن ليس مع احد منا رمح يدفعه به وكأنا كلنا عزل ـ انتهى.
(ومثله) اى مثل البيت في تنزيل غير المنكر وجعله كالمنكر اذا لاح عليه شيء من امارات الانكار قوله تعالى ((ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ) مؤكدا بأن واللام وان كان الموت مما لا ينكر ، لأن تماديهم