قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    المدرّس الأفضل [ ج ٢ ]

    250/392
    *

    الاول ولا بعده (والأول) اى حصول العلم الثانى قبل حصول العلم الاول (باطل) وبعبارة اخرى : قبلية العلم الثانى بالنسبة الى العلم الأول باطل (لأن العلم) الثانى ـ اى علم المخاطب ـ (بكون المخبر عالما بالحكم لا بد فيه) اى في حصوله (من ان يكون) نفس (هذا الحكم حاصلا في ذهنه) اى في ذهن المخاطب (ضرورة).

    وحصول نفس هذا الحكم في ذهن المخاطب عبارة اخرى عن العلم بالحكم ، لما ثبت في محله من ان العلم هو الصورة الحاصلة من الشىء في الذهن ، فالنسبة بين كون المخبر عالما بالحكم وبين الحكم كالنسبة بين العمي والبصر ، فكما لا يمكن العلم بالعمى ـ اعنى عدم البصر عما من شأنه البصر ـ الا بعد العلم بالبصر فكذلك لا يمكن العلم بكون المخبر عالما بالحكم الا بعد العلم بالحكم تحقيقا لمعنى اللزوم والالتزام ، فكيف يمكن ان يحصل العلم بكون المخبر عالما بالحكم قبل حصول العلم بالحكم ، فلا بد في العلم بكون المخبر عالما بالحكم من ان يكون العلم بالحكم حاصلا قبله او معه.

    (وان لم يجب ان يكون حصوله) اى العلم بالحكم (من ذلك الخبر) الحاصل منه العلم بكون المخبر عالما بالحكم ، لجواز ان يكون المخاطب عالما بالحكم قبل سماع الخبر ، كما في «حفظت التوراة» اذا علم المخاطب ان ما حفظه هو التوراة ، وزعم ان المخبر لا يعلم انه حفظه ، وسيصرح بذلك بعيد هذا.

    (وكذا الثانى) اى عدم حصول العلم الثاني بعد ـ اى اصلا ـ ايضا باطل (لأن علة حصوله سماع الخبر من المخبر ، اذ التقدير) اى الفرض (ان حصولهما) اى العلم الاول والثانى كلاهما (انما