في النفي ، وانه) اى الخبر (لا يدل على ثبوت المعنى) في الواقع ونفس الأمر (او انتفائه) كذلك (والا) اى وان لم يكن كذلك.
اى دل على الثبوت او النفى في الواقع ونفس الامر ، فحينئذ يرد عليه امور ثلاثة : الاول انه (لما وقع) حينئذ (شك من سامع في خبر يسمعه بل علم ثبوت ما اثبت وانتفاء ما نفى ، اذ لا معنى للدلالة الا افادته العلم بذلك الشىء) ولذلك قال المحقق الطوسى : ان ملزوم العلم دليل. وفي شرح المطالع وحاشية التهذيب وشرح الكافية : ان الدلالة هي كون الشىء بحيث يلزم من العلم به العلم بشىء آخر. هذا احد الاصطلاحين ، وفيها اصطلاح آخر يأتى في جعل المنكر كغير المنكر.
قال الشيخ : ان الخبر وجميع الكلام معان ينشئها الانسان في نفسه ويصرفها في فكره ويناجي بها قلبه ويراجع فيها عقله وتوصف بأنها مقاصد واغراض ، واعظمها شأنا الخبر ، فهو الذى يتصور بالصور الكثيرة وتقع فيه الصناعات العجيبة ، وفيه يكون في الأمر الاعم المزايا التى بها يقع التفاضل في الفصاحة.
ثم قال : واعلم انك اذا فتشت اصحاب اللفظ عما في نفوسهم وجدتهم قد توهموا في الخبر انه صفة للفظ ، وان المعنى في كونه اثباتا انه لفظ يدل على وجود المعنى من الشىء او فيه ، وفي كونه نفيا انه لفظ يدل على عدمه وانتفائه عن الشىء ، وهو شىء قد لزمهم وسرى في عروقهم وامتزج بطباعهم حتى صار الظن بأكثرهم ان القول لا ينجع فيهم.
والدليل على بطلان ما اعتقدوه : انه محال ان يكون اللفظ قد نصب دليلا على شىء ثم لا يحصل منه العلم بذلك الشىء ، اذ لا معنى