الخبر الكاذب (ان شهادتنا هذه) اي الشهادة بأنك رسول الله (من صميم القلب وخلوص الاعتقاد بشهادة ان واللام والجملة الاسمية).
قال السكاكي : وهو ـ اي التأويل ـ حمل قول المنافقين على كونه مقرونا بأنه قول عن صميم القلب كما يترجم عنه ان واللام وكون الجملة اسمية في قولهم لأرباب البلاغة. وقال ايضا في بحث الاطناب : وقوله تعالى (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ) ، ولو اوثر اختصاره فقوله (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) فضل في البين من حيث ان مساق الاية لتكذيب المنافقين في دعوى الاخلاص في الشهادة لترك ، ولكن ايهام رد التكذيب الى نفس الشهادة لو لم يكن بهذا الفضل ابى الاختصار.
(ولا شك انه) اي ذلك الخبر المتضمن للشهادة وكونه عن صميم القلب (غير مطابق للواقع ، لكونهم المنافقين الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ، وما قيل انه) اى التكذيب (راجع) الى نفس قولهم (نَشْهَدُ) وانه خبر غير مطابق للواقع ليس بشيء) يعتنى به (لأنا لا نسلم انه) اي قولهم نشهد (خبر بل انشاء).
واشار الى ثاني الوجهين اللذين استند المنع اليهما بقوله : (او المعنى انهم لكاذبون في تسميتها ، اي في تسمية هذا الاخبار) المتضمن الذي استلزمته الشهادة (الخالي عن المواطاة شهادة ، لأن المواطاة مشروطة في الشهادة) لأن الشهادة في اللغة هي الاخبار بالشيء عند مواطاة القلب للسان ، اى موافقته له.
(وفيه) اي في ثاني الوجهين (نظر لأن مثل هذا) الاستعمال والتسمية (يكون غلطا في اطلاق اللفظ) واستعماله ، فانه من قبيل استعمال اللفظ في غير ما وضع له من دون قرينة مجوزة للاستعمال