(ان الكلام الذى دل على وقوع نسبة بين شيئين) اى المحكوم عليه والمحكوم به (إما بالثبوت بأن هذا) اى زيد مثلا (ذاك) اى قائم مثلا ، بأن يقال «زيد قائم» (او بالنفى بأن هذا ليس ذاك) بأن يقال «ليس زيد قائما» (فمع قطع النظر عما في الذهن من النسبة) المفهومة من الكلام (لا بد وان يكون بينهما) اى بين الشيئين (في الخارج) ايضا (نسبة ثبوتية او سلبية لأنه) اى الشأن (اما يكون) في الخارج (هذا) اى زيد في المثالين ممثلا (ذاك) اى قائما مثلا (او لم يكن) هذا ذاك ، اى لم يكن زيد قائما مثلا (فمطابقة هذه النسبة الحاصلة في الذهن المفهومة من الكلام لتلك النسبة الواقعة الخارجة) عن مدلول اللفظ (بأن تكونا) اى النسبة الكلامية والنسبة الخارجية (ثبوتيتين) كقولنا «محمّد خاتم النبيين» ونحوه (او سلبيتين) كقولنا «لا شريك لله تعالى» ونحوه (صدق) فى الصورتين (وعدمها) اى عدم مطابقة هذه النسبة الحاصله في الذهن المفهومة من الكلام لتلك النسبة الواقعة الخارجة عن مدلول اللفظ (كذب) وذلك كقول النصارى (الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) وكقول نساء مصر (ما هذا بَشَراً) (وهذا معنى مطابقة الكلام للواقع والخارج وما في نفس الامر).
قال في الشوارق في المسألة الثلاثين : واما نفس الأمر فمعناه نفس الشىء فى حد ذاته ، على ان يكون المراد بالأمر هو الشيء نفسه ، فمعنى كون الشىء موجودا في نفس الأمر هو كونه موجودا في حد ذاته ، والمراد من كونه موجودا في حد ذاته هو كونه موجودا مع قطع النظر عن فرض الفارض واعتبار المعتبر ، سواء كان ذلك الوجود في الخارج او في الذهن ـ الى ان قال ـ ولما كان الحكم هو ايقاع الذهن نسبة بين الشيئين هي اتحادهما في