وكذلك ورد قوله تعالى : (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ* أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) فتكرير لفظة اولئك من هذا الباب الذي اشرنا اليه ، لمكان شدة النكير ، واغلاظ العقاب بسبب انكارهم البعث.
وعلى هذا ورد قوله تعالى : (أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ) فانه انما تكررت لفظة «هم» للايذان بتحقيق الخسار ، والأصل فيها «وهم في الآخرة الاخسرون» لكن لما اريد تأكيد ذلك : جيء بتكرير هذه اللفظة المشار اليها.
وكذلك قوله تعالى : (فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها) وامثال ذلك في القرآن كثير.
وكذلك ورد قوله تعالى في سورة القصص : (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ* فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ) فقوله تعالى : (فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ) بتكرير ـ ان ـ مرتين ، دليل على ان موسى (ع) لم تكن مسارعته الى قتل الثاني كما كانت مسارعته الى قتل لاول ، بل كان عنده ابطأ في بسط يده اليه ، فعبر القرآن عن ذلك في قوله تعالى : (فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ).
وجرت بيني وبين رجل من النحويين مفاوضة في هذه الآية ، فقال ان ـ ان ـ الاول زائدة ، ولو حذفت فقيل : فلما أراد ان يبطش ، لكان المعنى سواء ، ا لا ترى الى قوله تعالى : (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ