البيان ، وهو دقيق المأخذ.
وحده : هو دلالة اللفظ على المعنى مرددا ، وربما اشتبه على اكثر الناس بالاطناب مرة وبالتطويل اخرى ، وهو ينقسم قسمين : احدهما يوجد في اللفظ والمعنى ، والآخر يوجد في المعنى دون اللفظ ، فاما الذي يوجد في اللفظ والمعنى : فكقولك لمن تستدعيه : «اسرع اسرع»
ولم ار مثل جيراني ومثلي |
|
لمثلى عند مثلهم مقام |
واما الذي يوجد في المعنى دون اللفظ : فكقولك «اطعني ولا تعصني» فان الأمر بالطاعة نهى عن المعصية.
وكل من هذين القسمين ينقسم : الى مفيد ، وغير مفيد ، ولا اعني بالمفيد هاهنا ما يعنيه النحاة ، فانه ـ عندهم ـ عبارة : عن اللفظ المركب.
اما من الاسم مع الاسم ، بشرط ان يكون للاول بالثاني علاقة معنى يسع مكلفا جهله ، واما من الاسم مع الفعل التام المتصرف ، على هذا الشرط ـ ايضا ـ واما من (حرف النداء مع الاسم) فهذا هو المفيد عند النحاة ، وانا لم اقصد ذلك هاهنا ، بل مقصودي من المفيد : ان يأتي لمعنى ، وغير المفيد : ان يأتي لغير معنى.
واعلم : ان المفيد من التكرير يأتى في الكلام تأكيدا له ، وتشييدا من أمره ، وانما يفعل ذلك للدلالة على العناية بالشىء الذي كررت فيه كلامك ، اما مبالغة في مدحه ، او في ذمه ، او غير ذلك. ولا يأتى الا في احد طرفي الشىء المقصود بالذكر والوسط عار منه ، لأن احد الطرفين هو المقصود بالمبالغة ، اما بمدح او ذم او غيرهما ، والوسط ليس من شرط المبالغة ، وغير المفيد لا يأتي في الكلام الاغيا وخطلا ، من