والسجع : هدير الحمامة ونحوه) من اصوات الطيور الشبيهة بها والناقة على احتمال قوي ، ويحتمل ان يرجع الضمير في «نحوه» الى الحمامة ، بناء على كون التاء فيها كالتاء في طلحة ، قال في ـ المصباح ـ : الحمام ـ عند العرب ـ : كل ذي طوق من الفواخت والقمارى ، وساق حر ، والقطا ، والدواجن ، والوراشين ، واشباه ذلك ، الواحدة : حمامة ويقع على الذكر والانثى ، فيقال : حمامة ذكر ، وحمامة انثى ، وقال الزجاج : اذا اردت تصحيح المذكر ، قلت : رأيت حماما على حمامة ، اي : ذكرا على انثى ، والعامة تخص الحمام بالدواجن ، وكان الكسائي يقول : الحمام هو البرى ، واليمام هو الذي يألف البيوت وقال الأصمعي : اليمام حمام الوحش ، وهو ضرب من طير الصحراء ، انتهى.
(وتمامه) ، اي : تمام البيت كما ذكرنا ، (فأنت بمرءى من سعاد ومسمع ، اي :) فأنت ايتها الحمامة (بحيث تراك سعاد وتسمع صوتك ، يقال : فلان بمرءى منى ومسمع ، اى : بحيث اراه واسمع صوته ، كذا في ـ الصحاح ـ) فحاصل معنى البيت : امر الحمامة بالاسجاع ، لأنها في موضع النشاط والطرب برؤية المحبوبة ، اي : سعاد وسماع صوتها ، لأن رؤية المحبوبة تفوق رؤية الازمار ، وسماع صوتها يفوق على سماع صوت الأوتار ، فليس المراد امر الحمامة بالسجع : لكونها في موضع تراها المحبوبة وتسمع صوتها ـ كما توهمه بعضهم ـ.
قال المصنف في ـ الايضاح ـ : (وفيه) اي : في اشتراط خلوص الكلام الفصيح عن كثرة التكرار ، وتتابع الاضافات ، (نظر) اي : اشكال ثم بين وجه النظر بما هو عبارة اخرى عما ذكره الشارح بقوله : (لأن كلا من كثرة التكرار وتتابع الاضات ، ان ثقل اللفظ بسببه