الموارد ـ : قاساه مقاساة : كابده وعالج شدته ، (والأشواق) التي تلزم من بعد الأحبة والأصدقاء ، لأن البعد منهم مستلزم للاشتياق اليهم قال في ـ المصباح ـ : الشوق الى الشيء نزاع النفس اليه ، وهو مصدر شاقنى الشىء شوقا من ـ باب قال ـ والمفعول مشوق على النقص ، ويتعدى بالتضعيف ، فيقال : شوقته ، واشتقت اليه ، فانا مشتاق وشيق (واتجرع غصصها) اي : ابتلع الغصص قال في ـ المصباح ـ : جرعت الماء جرعا من ـ باب نفع ـ وجرعت اجرع من باب ـ تعب ـ لغة وهو الابتلاع ، والجرعة من الماء : كاللقمة من الطعام ، وهو ما يجرع مرة واحدة ، والجمع جرع ، مثل غرفة وغرف ، واجترعته مثل جرعته ، وتجرع الغصص : مستعار من ذلك ، انتهى.
والغصص جمع غصة ـ بالضم ـ قال في ـ المصباح ـ : غصصت بالطعام غصصا من باب ـ تعب ـ فانا غاص وغصان ، ومن باب ـ قتل ـ لغة والغصة ـ بالضم ـ ما غص به الانسان من طعام او غيظ على التشبيه ، والجمع غصص ، مثل غرفة وغرف ، ويتعدى ـ بالهمزة ـ فقال : اغصصته به ، انتهى.
اذا عرفت فاعلم : ان في الكلام استعارة بالكناية وتخييل ـ على ما تقدم في اول الكتاب ـ لأنه شبه الأحزان والأشواق بمشروب مر واثبات التجرع لها تخييل ، (واتحمل لأجلها) اي ، الأحزان والاشواق او لأجل النفس ، اي : لأجل راحتها في المستقبل ، والعلة على الأول حصولي ، وعلى الثاني تحصيلى ، (حزنا) حاصلا الآن (يفيض) بسببه الدمع من عينى ، (لا تسبب بذلك الى وصل يدوم ومسرة لا تزول فان الصبر مفتاح الفرج) ، كما قال الشاعر الفارسي.