صبر وظفر هر دو دوستان قديمند |
|
بر أثر صبر نوبت ظفر آيد |
(ومع كل عسر يسر) كما قال ـ ايضا ـ :
بكذرد اين روزكار تلخ تر از زهر |
|
بار دگر روزگار چون شكر آيد |
(ولكل بداية نهاية ، هذا هو) المعنى الصحيح (المفهوم من) كلام الشيخ ـ في (دلائل الاعجاز) ـ وهذا نصه تفصيلا ، وان كنا ذكرنا شطره فيما تقدم.
قال : ان من شرط البلاغة ان يكون المعنى الأول الذي تجعله دليلا على المعنى الثاني ووسيطا بينك وبينه : متمكنا في دلالته ، مستقلا بوساطته ، يسفر بينك وبينه احسن سفارة ، ويشير لك اليه أبين اشارة حتى يخيل اليك انك فهمته من حاق اللفظ ، وذلك لقلة الكلفة عليك وسرعة وصوله اليك ، فكان من الكناية ، وان اردت ان تعرف ماله بالضد من هذا فكان منقوص القوة في تأدية ما اريد منه ، لأنه يعترضه ما يمنعه ان يقضي حق السفارة فيما بينك وبين معناك ، ويوضح تمام الايضاح عن مغزاك ، فانظر الى قول العباس بن الأحنف :
سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا |
|
وتسكب عيناي الدموع لتجمدا |
بدأ : فدل بسكب الدموع على ما يوجبه الفراق من الحزن والكمد فأحسن واصاب ، لأن من شأن البكاء ابدا ان يكون امارة للحزن ، وان يجعل دلالة عليه وكناية عنه ، كقولهم : ابكاني وأضحكني على معنى سائني وسرني ، وكما قال :
أبكاني الدهر ويا ربّما |
|
اضحكني الدهر بما يرضى |
ثم ساق هذا القياس الى نقيضه ، فالتمس ان يدل على ما يوجبه دوام التلاقي من السرور بقوله لتجمد ، وظن ان ـ الجمود ـ يبلغ له