القيد المأخوذ في مفهومه ، وجعله بعد التجريد من باب استعمال المقيد في المطلق ، لا يسمن ولا يغنى عن جوع ، لأنه (انما يكفى لصحة الكلام) ، وخروجه عن كونه غلطا ، (و) لكن لا يرفع الخلل عنه و (لا يخرجه عن التعقيد المعنوي. لظهور : ان الذهن لا ينتقل الى هذا) التوجيه المذكور (بسهولة) ، لأنه يحتاج الى اعمال فكر وروية ودراية تامة ، وذلك لا يوجد الا عند بعض ، (والكلام الخالي) عن الخلل و (عن التعقيد المعنوي : ما يكون الانتقال فيه من معناه الأول المفهوم بحسب اللغة ، (الى الثاني) المقصود من الكلام : (ظاهرا) بينا ، بحيث يفهمه السامع بسهولة ، من دون ان يحتاج الى اعمال فكر وروية ودراية ، ولذلك : اخرج بعضهم اللغز والمعمى عن الكلام الفصيح ، لاحتياج السامع فيهما الى اعمال ما ذكر ، وكذلك الايهام الذي اشرنا اليه في أول الكتاب ، في وجوه الاعجاز ، اذا لم تكن له قرينة واضحة ، والحاصل : ان الكلام الخالي عن الخلل والتعقيد : ما كان الانتقال منه الى المقصود منه سهلا.
(حتى تخيل الى السامع) ـ التاء والخاء ـ مضمومتان ، والى بمعنى عند ، او بمعنى اللام ، وقوله : (انه فهمه من حاق اللفظ) نائب الفاعل لتخيل ، اي : تخيل عند السامع ، اى : يوجد عنده خيال انه فهمه من نفس اللفظ ، ووسطه ، اى : يقع في ذهنه وخياله انه فهم المقصود ، اى : المعنى الثاني من نفس اللفظ ووسطه ، غافلا عن ان المعنى الثاني لم يفهمه من نفس اللفظ ، بل فهمه من الملازمة بين معنى اللفظ وبين المعنى الثاني ، وذلك الخيال انما يحصل لسهولة الانتقال من معنى اللفظ الى المقصود.