في السرور ، للزم كونه غير عربي ، لا عربيا غير فصيح ، لأنهم قالوا : لا فرق بين المجاز والكناية ، الا ان المجاز ملزوم قرينة معاندة لمعناه الحقيقى ، بخلاف الكناية ، فانها لا تنافي ارادة المعنى الحقيقي فلا يجوز في «رأيت أسدا في الحمام» ان يراد بالأسد الحيوان المفترس مع الرجل الشجاع ، ولكن يجوز في «طويل النجاد» ان يراد مع طول القامة حقيقة طول النجاد ـ ايضا ـ نعم ، اثبت ـ السكاكي ـ فرقا آخر ، وهو : ان الانتقال فيه من الملزوم ، اي : الحيوان المفترس في المثال الأول ، الى اللازم ، اعنى : الرجل الشجاع ، وفيها : من اللازم ، اعني : طول النجاد في المثال الثاني ، الى الملزوم ، اعني : طول القامة.
وقد قالوا ـ ايضا ـ : انه لا بد في المجاز من علاقة واضحة توجب الانتقال ، كما قالوا بذلك في الكناية هاهنا ، ولذلك اعتبروا في الاستعارة : ان يكون وجه الشبه من اشهر خواص المشبه به ، بحيث اذا قام قرينة على عدم ارادة المعنى الحقيقي ، اعني : المشبه به ، انتقل الى معناه المجازي : اعني : الرجل الشجاع ، وكذلك سائر أقسام المجاز لا بد فيها من كون العلاقة موجبة للانتقال الى المعنى المجازي ، بعد قيام القرينة على عدم ارادة المعنى الحقيقي.
وقد قالوا ـ ايضا ـ : ان المجاز مثل الحقيقة : في انه لا يجوز التعدي عما حصل الرخصة من العرب فى نوعه ، فان الحقيقة كما انها موضوعة بوضع شخصي ، كذلك المجاز ، فانها ـ ايضا ـ موضوع بوضع نوعي ، فلا بد من ملاحظة وضعه ، حتى يجوز الاستعمال ، والوضع مطلقا شخصيا كان او نوعيا ، ليس معناه التنصيص من العرب ، بل