تنزيلا وتأويلا ، (كأنهما تبخلان بالمطر واللبن) ، قال في ـ المصباح ـ : جمدت عينه : قل دمعها ، كناية عن قسوة القلب ، وجمد كفه كناية عن البخل ، انتهى.
(فائدة) قال بعض المحققين : «الحماسي» منسوب الى الحماسة وهي في اللغة : الشجاعة ، والمراد بها هاهنا : الكتاب المشهور المنسوب الى الامام ابى تمام حبيب بن اوس الطائي ، جمع فيه اشعار البلغاء الذين يستشهد بكلامهم ، فاذا قيل : حماسى ، يراد به انه مذكور في ذلك الكتاب ، فاذا اطلق الحماسى : فالمراد به احد الشعراء المذكورين في ذلك الكتاب ، انتهى. واستشهد الشارح : على كون جمود العين كناية عن بخلها حين ارادة البكاء بما (قال الحماسي):
الا ان عينا لم تجد يوم واسط |
|
عليك بجارى دمعها لجمود |
فانه يمتنع ان يراد ـ بالجمود ـ الا البخل بالدموع حال شدة الحزن ، مع كون الدمع موجودا في العين ، فحاصل معنى البيت : ان العين التي لم تجر دمعها عليك لبخيل ، لا ان العين الموصوفة لمسرورة والشاهد على ذلك الذوق السليم ، المدرك : ان الشاعر أراد ان يقول : ان فقدك أثر على كل احد ، فجرى دمع عيونهم عليك ، ومن لم يجر دمع عينه عليك فعينه بخيلة ، ولم يرد الشاعر : ان تلك العين مسرورة ، لأن هذا المعنى لا يناسب المقام ، اللهم الا ان يقال : ان المراد من تلك العين ، عين العدو ، فيصير معنى البيت نظير البيت المنسوب الى سيد الشهداء ، مخاطبا اخاه العباس فى يوم الطف :
اليوم نامت أعين بك لم تنم |
|
وتسهدت اخرى فعز منامها |
هذا ، ولكن لقائل ان يقول : لو لم يجز استعمال جمود العين