ان «مثله» اسم ـ ما ـ وفي الناس : خبره ، وحي يقاربه) ، موصوف وصفة ، (بدل من مثله ، ففيه) اي : في البيت ـ حينئذ : (فصل بين البدل ،) اعنى : حى ، (والمبدل منه) ، اعني : مثله.
واعلم : انه قد ذكرنا سابقا ، ان التعقيد قد يسمى في الاصطلاح بالمعاظلة ، قال في ـ المثل السائر ـ : المعاظلة المعنوية ، كتقديم الصفة ، او ما يتعلق بها على موصوفها ، وتقديم الصلة على الموصول وغير ذلك مما يرد بيانه ، فمن هذا القسم ، قول بعضهم :
فقد والشك بين لى عناء |
|
بوشك فراقهم صرد يصيح |
فانه قدم قوله : بوشك فراقهم ، وهو معمول يصيح ، ويصيح صفة لصرد ، على صرد ، وذلك قبيح ، ألا ترى انه لا يجوز ان يقال : هذا من موضع كذا رجل ورد اليوم؟ وانما يجوز وقوع المعمول بحيث يجوز وقوع العامل ، فكما لا يجوز تقديم الصفة على موصوفها ، فكذلك لا يجوز تقديم ما اتصل بها على موصوفها ، الى ان قال وممّا يجرى هذا المجرى قول الفرزدق :
الى ملك ما امه من محارب |
|
ابوه ولا كانت كليب تصاهره |
وهو يريد الى ملك ابوه ما امه من محارب ، وهذا اقبح من الأول ، واكثر اختلالا ، وكذلك قوله ـ ايضا ـ :
وليست خراسان التي كان خالد |
|
بها اسد اذ كان سيفا اميرها |
وحديث هذا البيت ظريف ، وذاك : انه فيما ذكر يمدح خالد ابن عبد الله القسرى ، ويهجو اسدا ، وكان اسد وليها بعد خالد.
وكأنه قال : وليست : خراسان بالبلدة التي كان خالد بها سيفا ، اذ كان اسد اميرها ، وعلى هذا التقدير : ففي كان الثانية ، ضمير الشان ،