بان الشاعر ـ مع كونه تميميا ـ استعملها على اللغة الحجازية ، (لتقديم الخبر) ، اي : مثله ، على الاسم ، اي : حى : اذ يشترط في عمل ـ ما ـ الحجازية : بقاء الترتيب ، كما صرح به ابن مالك في قوله :
اعمال ليس اعملت ما دون ان |
|
مع بقا النفى وترتيب زكن |
(و) لكن ، (كلا الوجهين) ، اي : كون «مثله» مبتدأ ، و «حى» خبره ، والعكس : (يوجب قلقا) ، اي : اضطرابا ، اي : اختلافا (في المعنى ، يظهر) ايجاب الوجهين القلق : (بالتأمل في) مرادف الوجه الأول ، وهو : (قولنا : ليس مماثله في الناس حيا يقاربه).
وجه الاضطراب في هذا الوجه : انه يفيد نفى كون مماثل ابراهيم قريبا من ابراهيم ، هذا ان قلنا : ان القيد الأخير في الكلام ، هو «يقاربه» وان جعلنا القيد الأخير «حيا» فحينئذ يفيد نفي كون مماثل ابراهيم حيا ، والحال ان كلا المعنيين خلاف المقصود ، اذ المقصود نفي ان يماثله ويقاربه احد ، وهذا الى الوجه باحتماليه : مفاده وجود المماثل ، غاية الأمر في المعنى الأول غير قريب ، وفي المعنى الثاني غير حي ، اللهم الّا ان يقال : ان السالبة ها هنا بانتفاء الموضوع فيصير المعنى طبق المقصود ، ولكن هذا يفيد في صحة المعنى ، لا في رفع القلق ، فتأمل جيدا.
(او) التأمل في مرادف الوجه الثاني ، وهو قولنا : (ليس حي يقاربه ، مماثلا له في الناس) ، وجه الاضطراب في هذا الوجه : انه يفيد نفى المماثلة عن الحي المقارب لابراهيم ، فيفيد وجود المقارب له وهذا ـ ايضا ـ خلاف المقصود ، اذ المقصود ما بيناه آنفا ، (فالصحيح