مبتدأ مقدم ، و «ما» حجازية ، وان كان الشاعر ـ اعني : فرزدق ـ تميميا ، كما صرح به بعض اهل الأنساب ، وهذا نصه : الفرزدق ، هو في الأصل جمع فرزدقة ، وهي القطعة من العجين ، لقب به همام ابن غالب بن صعصعة التميمي ، صاحب جرير ، لتقطع وجهة بالجدري قطعا كقطع العجين ، وكان ابوه غالب : من أجلة قومه ، ومن سراتهم وكنيته ابو الأخطل ، لولد كان له اسمه الأخطل ، وهو شاعر ـ ايضا ـ وهو غير الأخطل التغلبي النصراني ، الشاعر المشهور ، وجده صعصعة صحابي ، وام الفرزدق : ليلى بنت حابس ، اخت الأقرع بن حابس روى الفرزدق عن علي بن ابي طالب (ع) ، وعن ابى هريرة ، وعن الحسين (ع) ، وعن ابن عمر ، وعن ابي سعد الخدري ، انتهى.
اقول : والفرزدق هذا ، هو الذي قال القصيدة المعروفة في مدح على بن الحسين (ع) ، لما انكره الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك المذكور آنفا ، وقد مدحه في مكة ، حين جاء الخليفة ـ وكان الناس مجتمعون على علي بن الحسين (ع) ـ فسأل الخليفة المذكور عنه ، فقال الخليفة : لا اعرفه ، لئلا يرغب الناس اليه ، فأنشد الفرزدق ـ حينئذ ـ القصيدة ، اولها :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته |
|
والبيت يعرفه والحل والحرم |
هذا علي رسول الله والده |
|
امست بنور هداه تهتدي الامم |
هذا ابن خير عباد الله كلهم |
|
هذا التقي النقي الطاهر العلم |
اذا رأته قريش قال قائلهم |
|
الى مكارم هذا ينتهى الكرم |
الى آخر القصيدة ، وهى ، معروفة عند اهلها.
(وبطلان العمل) ، اي : عمل «ما» حينئذ ، اي : حين قلنا