وهو : العطش ، وهذا من محاسن ما يأتى في هذا الباب ، الى ان قال ومن الألغاز ما يرد على حكم المسائل الفقهية كالذي اورده الحريري في مقاماته ، وكنت سئلت عن مسألة منه ، وهي :
ولى خالة وانا خالها |
|
ولي عمة وانا عمها |
فاما التى انا عم لها |
|
فان ابي امه امها |
ابوها اخي واخوها ابي |
|
ولي خالة هكذا حكما |
فاين الفقيه الذي عنده |
|
فنون الدراية او علمها |
يبين لنا نسبا خالصا |
|
ويكشف للنفس ما همها |
فلسنا مجوسا ولا مشركين |
|
شريعة احمد نأتمها |
وهذه المسألة كتبت اليّ فتأملتها تأمل غير ملجج في الفكر ، ولم البث ان انكشف لي ما تحتها من اللغز ، وهو : ان الخالة التي الرجل خالها ، تصور على هذه الصورة ، وذاك : ان رجلا تزوج امرأتين ، اسم احداهما عائشة ، واسم الاخرى فاطمة ، فأولد عائشة بنتا ، واولد فاطمة ابنا ، ثم زوج بنته من أبى امرأته ـ فاطمة ـ فجاءت ببنت ، فتلك البنت هي خالة ابنه ، وهو : خالها ، لأنه اخو امها ، واما العمة التي هو عمها ، فصورتها : ان رجلا له ولد ، ولولده اخ من امه ، فزوج اخاه من امه وابيه ، فجاءت ببنت ، فتلك هي عمقه ، لأنها اخت ابيه ، وهو عمها ، لانه اخو ابيها ، واما قوله ولى خالة هكذا حكمها ، فهو : ان تكون امها اخته ، واختها امه ، كما قال : ابوها اخي ، واخوها ابي ، وصورتها : ان رجلا له ولد ، ولولده اخت من امه ، فزوجها من ابى امه ، فجاءت ببنت ، فاختها امه ، وامها اخته ، الى ان قال : وقد ورد من الألغاز شىء في كلام العرب