(وزعم بعضهم : ان من التنافر ، جمع كلمة مع اخرى غير متناسبة لها ، كجمع سطل) ، وهو : طشت صغير ، له عروة ، قد يسمى : دلوا ، (مع قنديل ، و) كجمع (مسجد ، بالنسبة الى الحمامي) الذي يشمل النار ويقال له بالفارسية : «كلخن تاب» (مثلا ، وهو) اي : هذا الزعم ، (وهم) بفتح ـ الهاء ـ اي : غلط ، (لأنه) اي : جمع الكلمات غير المتناسبة بعضها مع بعض ، (لا يوجب الثقل على اللسان) ، كما هو واضح ، (فهو) اي : الجمع المذكور ، (انما يخل بالبلاغة) : ان لم يكن مقتضى المقام (دون الفصاحة) ويأتى لهذا البحث زيادة توضيح ـ في باب الفصل والوصل ـ عند قول المصنف : «ولصاحب علم المعاني فضل احتياج الى معرفة الجامع ، لا سيما الخيالي ، فان جمعه على مجرى الألف والعادة» حيث يقول ـ الشارح ـ : «ان السكاكى معترف بامتناع خفى ضيق ، وخاتمي ضيق ، ونحو : الشمس ، والف بادنجانه ، ومرارة الأرنب محدثة» انتهى ، ونحن ان ساعدنا التوفيق : نبين هناك المقصود مستوفى ـ انشاء الله تعالى ـ لأنه الموفق والمعين.
(والتعقيد ، اي : كون الكلام معقدا) ، وانما فسر بذلك : بناء (على ان) هذا (المصدر من المبنى للمفعول) ، وليصح حمل قوله : (ان لا يكون الكلام ظاهر الدلالة على المراد منه عليه ، لأن عدم ظهور الدلالة على المعنى المراد : من صفات الكلام ، والتعقيد : من المبنى : المعقد ـ بكسر القاف ـ من صفات المتكلم ، فلا يصح الحمل المذكور.
فان قلت : سلمنا ذلك ، لكن في الحمل مانع آخر ، وهو : ان