الثاني ، ان التكرير والجمع بين ـ الحاء ، والهاء ـ نافر كل التنافر اذ ظاهره : انه ـ ايضا ـ متناه في الثقل.
قلنا : ان التنافر الكامل مقول بالتشكيك ، فلا ينافي ان هناك ما هو اكمل من هذا ، فتأمل جيدا ، (وبين المثالين فرق آخر ، وهو) ، اي : الفرق الآخر : (ان منشأ الثقل في) المثال الأول : (نفس اجتماع الكلمات) ، اذ ليس لحروفها ، اعني : القاف والياء والراء ، وغيرها ، تأثيرا في الثقل ، كما يشهد به الذوق السليم ، (و) هذا بخلاف الثقل (في الثاني) ، لأن المؤثر في الثقل فيه : اجتماع (حروف منها) ، اي : الكلمات ، وفي هذا الضمير شبه استخدام ، لأن المراد منه كلمتان ، اعني : امدحه مكررا ، والمراد من الحروف فيهما : الحاء ، والهاء ، مكررتين ، ولكن في عدّه ـ الهاء ـ حرفا ما ترى من خلاف الاصطلاح ، لانه اسم ، الا ان يحمل كلامه على التغليب ، فتأمل.
ان قلت : ان الكلام انما هو في تنافر الكلمات ، وهذا على الفرق الثاني من تنافر الحروف.
قلت : قد اجيب عن ذلك : بأنه ليس كذلك ، اذ التنافر عليه بين الكلمات ، لأن الهاء كما تقدم آنفا : كلمة برأسها ، وانما اطلق عليها الحرف تغليبا ، ولكن هذا الجواب لا يسمن ولا يغنى ، اذ التنافر حينئذ يقع بين الحرف والكلمة ، فيخرج التنافر عما هو المعهود ـ عندهم ـ اذ المعهود عندهم التنافر في الكلمة ، وهو بين الحروف فقط والتنافر في الكلام ، وهو بين الكلمات فقط ، والتنافر في كلام المجيب ليس بشيء منهما ، فتأمل جيدا :