خالية عن مناقشة واشكال.
(الاول : انها) ، اى : الكراهة فى السمع ، اذا وجدت فى الكلمة ، (ان ادت الى الثقل) على اللسان ، عسر النطق بها ، سواء كان متناهيا في ذلك ، بأن تكون من قبيل همخع ، أو غير متناه فى ذلك ، بأن تكون من قبيل مستشزرات ، (فقد دخلت) الكراهة بهذا الوصف (تحت التنافر) ، الذى تقدم بيانه ، وتقدم اشتراط الخلوص منه فى فصاحة الكلمة ، فاشتراط ذلك : يغنى عن اشتراط الخلوص من الكراهة فى السمع.
(والا) ، أى : وان لا تؤدى الى الثقل على اللسان ، وعسر النطق بها ، (فلا تخل) الكراهة بهذا الوصف ، أعنى : غير المؤدية الى الثقل المذكور (بالفصاحة).
(الثانى : ان ما ذكره هذا القائل في بيان هذا الشرط ، ان اللفظ من قبيل الاصوات ، فاسد ، لان اللفظ ليس بصوت ، بل كيفية له كما عرف فى محله) قال فى ـ التصريح ـ : والمراد باللفظ هنا ، الملفوظ به ، وهو الصوت من الفم وقال المحشى ـ معلقا عليه ـ : ان قيل : الصوت فعل الصائت ، لانه مصدر صات بصوت ، وهو ليس بلفظ ، بل اللفظ هو الكيفية الحاصلة من المصدر.
واجيب : بأن الصوت يستعمل بمعنيين ، بمعنى : المصدر المذكور وبمعنى الاسم الذى هو الكيفية الحاصلة من المصدر قال القوشجى فى شرح قول الخواجه فى بحث المسموعات ويعرض له كيفية مميزة يسمى باعتبارها حرفا والحرف تلك الكيفية العارضة عند الشيخ وذلك الصوت المعروض عند بعض ومجموع العارض والمعروض عند آخرين وعبارة المتن يحتملها انتهى ؛ وهو المراد هنا.
(وضعف هذين الوجهين ظاهر) ، قال المحشى : اما الاول ، فلأن عدم التأدي الى الثقل : لا يوجب عدم الاخلال بالفصاحة ، لجواز ان يكون لأمر آخر ، بأن يكون الفصحاء كما احترزوا عن الألفاظ