الثقيلة على اللسان ، احترزوا عن الألفاظ الكريهة على السمع ، وهذا معنى مناسب للاخلال ، كما صرح بذلك في تفسير الوحشي الغليظ ، فراجع.
واما الثاني : فلأنه قد اورد النظر في المتن ، فينبغي ان يكون بيان وجه النظر ، جاريا على ما ذكره القيل في المتن ، ولم يذكر فيه ان اللفظ من الأصوات ، فكيف ينسب اليه : انه ذكر في بيان هذا الشرط : ان اللفظ من قبيل الأصوات؟ ولو سلم انه ذكره ولو في محل آخر ، فالقول بان اللفظ صوت يعتمد على مخرج من مخارج الحروف : مشهور بين الادباء ، كما صرح به في اول كتاب ـ شرح الأمثلة ـ وهم لا يلتفتون الى التدقيق الفلسفي : من ان اللفظ ليس بصوت بل هو كيفية عارضة عليه ، انتهى بزيادة منا للتوضيح ، لكنه ينافي ما نقلناه عن محشى التصريح.
والحاصل : ان الوجه الأول ، مخالف لما صرح به في تفسير الوحشى الغليظ ، والوجه الثاني ، مبنى على التدقيق الفلسفي ، والادبا ، لا يلتفتون اليه ، فتأمل.
و (الثالث : ان الكراهة في السمع) ، ليست من اوصاف اللفظ ولا راجعة اليها ، بل هي (راجعة الى النغم) ، وجرس الصوت ، وكيفيته (فكم من لفظ فصيح : يستكره في السمع ، اذا ادّي بنغم غير متناسبة ، وصوت منكر ، وكم من لفظ غير فصيح : يستلذ اذا أدّى) وتلفظ (بنغم مناسبة ، وصوت طيب) ، والحاصل : ان الكراهة في السمع ، ليست الا من قبيح الصوت ، لا من ذات اللفظ ، فلو اشترط في فصاحة الكلمة : الخلوص عنها ، لخرج كثير من الكلمات المتفق